لكــنَّني ما كُنْتُ إلَّـا عـاشِقًا
لِـحُرُوفِها أغوَتْ فؤادي فامتثَلْ
بـبيانِها وبديعِهـا كانت شِفا
أحيَتْ لنا ما ماتَ فينا مِن أَمَلْ
قالَتْ كلامًـا لـيِّنًا في نُـصحِنا
مَنَّتْ علـينا أن تجنَّبنـا الـهزَلْ
كُنَّــا رُعـاةً في بــدايةِ أمرِنـا
نمشي صراطًا مُستقيمًا في خجَلْ
صِرنا حُماةً قد قطعنـا عهدنــا
نحمي حماها كي نموتَ بلا وَجَلْ
ونذودُ عنهـا كي ننّالَ بِقُربِهــا
إعجازَ حرفٍ لـيسَ يبلُغُنَا المـلَلْ
أوليسَ دَمْعُ العـينِ قد ضلَّ الهُـدى
إن كـان في غـيرِ الهوى مُزنًا هطَلْ؟
هيَ دمـعةٌ رقَـدَتْ على أجفانِنـا
هيَ سِحرُ حُبٍّ في أحـاديث المُقَلْ
أُرجوزةٌ نـثرَتْ فـؤادًا هـائمًا
أُكرومةٌ غـلبَتْ لُغـاتٍ مُذْ أزَلْ
أحببتُهـا وصَداقُ حُبِّي إن عَفَتْ
دمـعٌ وقلـبٌ مِنْ معانيهــا نهَلْ
فَلْتغفري إن جـئتُ يومًـا تائهًـا
وَلْتَرحمي حرفًا ضعيفًـا قد هزَلْ
فأنـا أنـا ما زلتُ وعدًا قائمًـا
في ثورةِ الأقـلامِ أحبو لا أمَلّْ
وأقولُ في أغلى حروفي ناطِقًا
قُـرآنُ ربِّي حُجَّةٌ فيهـا نزَلْ!
وَنَظَمَتْهُ: خَضرَاءُ ٱلحَرْفِ -غَفَرَ اللهُ لَهَا-
بتاريخ: 14_ جُمادىٰ الأولىٰ_ 1443هـ
18_كانون الأوَّل_ 2021م