بعد الصعود إلى القمة شركات عالمية فشلت في التطور وهبطت إلى القاع

بعد الصعود إلى القمة شركات عالمية فشلت في التطور وهبطت إلى القاع

المستقلين

بعد الصعود إلى القمة شركات عالمية فشلت في التطور وهبطت إلى القاع

بعد الصعود إلى القمة شركات عالمية فشلت في التطور وهبطت إلى القاع

التغير أمر لا مفر منه، هذه سنة الحياة عندما تصل إلى نقطة ازدهارك تعتقد أنك الآن تتحكم في جميع الأمور وأنك وصلت إلى سر النجاح الدائم، وهذا ما يقع به أغلب شركات العالم التي نمت سريعاً معتقدين بأنهم وصلوا إلى ما يحتاجه المستهلكين وأصبح لديهم الخلطة السرية للتفوق دون النظر للمنافسين والتطور العصري الطبيعي لعقلية المستخدمين.

شركات كانت ناجحة وفشلت

ان اعتقاد الشركات انهم قد حصلو على النجاح التام ادى بهم ذلك بالوقوع في الفخ وانتهى بهم الأمر من القمة إلى القاع ومن أشهر تلك الشركات:

 

1- نوكيا والسقوط المريع

نوكيا واحدة من أنجح شركات القرن الماضي وبداية العقد الأول من القرن الحالي، تأسست في فنلندا 1865 وكانت أول من أنشأ شبكة خلوية في العالم، وهي الرائدة الأولى على مستوى العالم في مجال الهواتف المحمولة، وكان يبلغ حجم أرباحها أكثر من 13 مليار دولار سنوياً.

مع انتشار الإنترنت، بدأت شركات الهواتف المحمولة الأخرى في فهم اللعبة، وعرفوا أن بيانات المستخدمين، وليس مكالماتهم الصوتية هي مستقبل الاتصالات، لم تدرك نوكيا هذا المفهوم واستمرت في التركيز على أجهزتها العادية لأن الإدارة كانت تخشى ألا يُقبل المستخدمين على الأنظمة الجديدة.

أخطأت نوكيا ولم تتطور، وبالغت في تقدير قوة علامتها التجارية، ولكن كانت الدنيا تتغير من حولها سريعاً، وفي عام 2007 أطلق ستيف جوبز جهاز الأيفون وهو هاتف بدون لوحة مفاتيح، والذي كان ثورياً في ذلك الوقت، ثم في العام التالي ظهرت سامسونج مستغلة حالة التخبط التي تسيطر على نوكيا وبدأت في السيطرة على سوق الهواتف المحمولة رخيصة الثمن، وعندما أدركت نوكيا حجم المنافسة التي وقعت فيها حاولت التحول إلى أنظمة الأندرويد، ولكن بعد فوات الأوان، منتجاتهم لم تكن تنافسية بما فيه الكفاية ولم يعد يرغب بها المستخدمين.

ويكفي ما قاله عنهم جيمس سورويكي في النيويورك تايمز “أينما ذهبت نوكيا فهي في الطريق الخطأ بكل تأكيد”

اقرأ المزيد عن : تمويل الشركات الناشئة

 

2- بلوك باستر وسخرية القدر

بعد الصعود إلى القمة شركات عالمية فشلت في التطور وهبطت إلى القاع

تأسست شركة بلوك باستر في عام 1985 شركة متخصصة في خدمة تأجير الأفلام وأشرطة الفيديو، ويمكن القول أنها واحدة من أكثر شركات مجال تأجير أشرطة الفيديو شهرة.

في ذروتها في عام 2004 كان لديها 9094 متجراً حول العالم ولم يكن هناك أحد يستطيع منافساتها.

بداية الانهيار كانت في عام 2000 عندما اقترح مؤسسي نتفليكس إقامة شراكة معهم، حيث أرادت نتفليكس أن تركز شركة  بلوك باستر على البيع في متاجر التجزئة بينما تتولى نتفليكس التوزيع عبر الإنترنت، تم رفض الفكرة من قبل بلوك باستر معتقدين أنها سخيفة وأن نموذج أعمال نتفليكس فاشل ولن يحقق أي نجاح وأنها محاولة بائسة لتنقذهم باستر من الفشل.

في عام 2010 سخر القدر منهم وأعلنت شركة بلوك باستر إفلاسها بينما أصبحت شركة نتفليكس الآن لديها أكثر من نصف مليار مستخدم.

فوربس تصف بشكل مناسب ما حدث لـ بلوك باستر قائلة: “الإنترنت لم يقتل بلوك باستر، بل قتلت بلوك باستر نفسها”.

اقرأ المزيد عن : قصص كفاح ونجاح رجال الاعمال 

 

3- بولارويد والحنين إلى الماضي

بولارويد من أوائل شركات صناعة الكاميرات الفورية، تأسست عام 1937 وكانت واحدة من أوائل قصص النجاح في كاميرات التكنولوجيا الفائقة في أمريكا والعالم.

حققت الشركة نجاحاً كبيراً عام 1972 عندما قدمت كاميرا SX-70 وهي كانت كاميرا استثنائية في وقتها، وحققت مبيعات ضخمة، ونالت ثقة المستخدمين.

في أواخر التسعينيات كانت بولارويد في قمة مجدها، تكتسح سوق الكاميرات الفوتوغرافية بلا منافس يذكر حيث استطاعت تقريبًا احتكار المنافسة، وعلى الرغم من ذلك لم تتمكن من توقع تأثير الكاميرات الرقمية على مخططاتها المستقبلية، ووقعوا مثل غيرهم في فخ النجاح من خلال الاكتفاء بما حققوه في الماضي فقط، فقد أهملوا الحاجة لاستكشاف مناطق جديدة تعزز قابليتهم للاستمرار على المدى الطويل.

في عام 2001 تم إعلان إفلاس الشركة، وتم بيع علامتها التجارية وأصولها لتنتهي شركة من أهم شركات التكنولوجيا بعدما فشلت في التطور ومجاراة تغيرات الزمن.

يقول رئيس بولارويد ومديرها التنفيذي سكوت هاردي: “هناك حنين إلى التصوير الفوتوغرافي الفوري سواء لأجيال المستهلكين الذين عاصروها، أو بالنسبة إلى الأجيال الذين نشأوا في العصر الرقمي ولم يحتفظوا أبداً بأي شكل من أشكال الصورة في أيديهم حتى وقت قريب”. 

انتهت بولارويد وبقت فقط مجرد ذكريات وحنين في مخيلة مؤسسيها على أمل العودة مرة أخرى.

اقرأ المزيد عن : اهمية انشاء موقع الكتروني لنشاطك التجاري

 

4- كومباك والنهاية المثالية

بعد الصعود إلى القمة شركات عالمية فشلت في التطور وهبطت إلى القاع

كانت كومباك في وقت ما واحدة من أكبر شركات بيع أجهزة الكمبيوتر في العالم بأسره، سيطرت على السوق في الثمانينيات والتسعينيات، ولكن مع ظهور شركة أتش بي وديل تغيرت المنافسة، وكافحت كومباك في النهاية للمواصلة في حرب للأسعارها التي كانت تقودها ضدها ديل والتي كانت تستحوذ بشكل مخيف على المستخدمين بأجهزتها الجيدة وأسعارها المناسبة، وفي النهاية لم تتمكن كومباك من الصمود كثيرًا، وتم شراؤها من قبل إتش بي بمبلغ 25 مليار دولار أمريكي في عام 2002.

ظلت علامة كومباك قيد الاستخدام من قبل إتش بي في الأجهزة المنخفضة الثمن حتى عام 2013 عندما تم إيقافها وانتهاء اسم كومباك وأصبح في طي النسيان.

اقرأ المزيد عن : ما هي وظيفة العلاقات العامة 

 

5- بلاكبيري والتوت الأسود الذي انتهى زمانه

حقق هاتف بلاكبيري انطلاقة غير مسبوقة في عالم شركات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، حيث استطاع تغيير اللعبة في صناعة الأجهزة المحمولة من خلال تقديم جهاز مزود بلوحة مفاتيح ضخمة، والأهم قدرته على استقبال وإرسال البريد الإلكتروني بشكل آمن تماماً، كان تشفيرها حتى أوائل عام 2000 الأفضل في العالم، ولكنهم لم يفكروا في تطوير تصاميمهم واعتقدوا أن شكل لوحة المفاتيح هكذا هي علامة مميزة لهم ويجب المحافظة عليها مهما حدث.

بعد بضع سنوات فقط، بدأت صناعة الأجهزة المحمولة بأكملها في التركيز على شاشات أكبر تعمل باللمس، في حين كانت بلاك بيري أكثر اهتماماً بحماية ما لديها والبقاء على ماهي عليه، لكنهم فشلوا في التكيف مع التغييرات السريعة في السوق.

يقول فلاد سافوف عنهم “أن سبب نجاح بلاكبيري كان نفس سبب فشلها”

اقرأ المزيد عن : عادات غريبة يقوم بها رواد الأعمال الناجحين

 

6- ماي سبيس والغرور

كانت ماي سبيس من أوائل شبكات التواصل الإجتماعي في العالم، وكانت مهيمنة على السوق بأكمله بلا منافس .. بمجرد ظهور الفيسبوك أعتقد كثيرين أنه منافس جدير بالاحترام وسيهز عرش ماي سبيس ولكن على عكس المتوقع في عام 2005 عرض مارك زوكربيرج على كريس دي وولف الرئيس التنفيذي لشركة ماي سبيس شراء فيسبوك مقابل 75 مليون دولار، كان مارك وقتها لا يطمح في أقصي من استفادة مادية سريعة تغير حياته للأفضل ولكن كريس رفض ذلك قائلًا: أنا ناجح بما يكفي لماذا أدفع لك.

ومع نمو الفيسبوك بدأ ماي سبيس يشهد انخفاضاً في مستخدميه بشكل ملحوظ وحاولوا التغير من التواصل الإجتماعي إلى الترفيه والموسيقى، ولكن هذا لم يغير من فشلهم في شيء وانتهت واحدة من أكبر شركات التواصل الاجتماعي دون أن يشعر بها أحد، ولا يتذكرها أغلب الأجيال الحالية بكل أسف.

 

7- راديو شاك والموت البطيء(الولايات المتحدة الأمريكية)

بعد الصعود إلى القمة شركات عالمية فشلت في التطور وهبطت إلى القاع

راديو شاك من أكبر وأشهر شركات تجارة التجزئة في العالم، تأسست عام 1921 ووصلت الشركة إلى قمة مجدها في عام 1999 عندما كانت معروفة بأنها توفر أفضل وأحدث الأجهزة الإلكترونية، ومع بداية ظهور أمازون ووول مارت وإمكانية توفير الشراء عبر الإنترنت وبأسعار أرخص، بالإضافة أن كل ما كان ينقص في مخازن راديو شاك كان يتوفر على أمازون وأي باي مما سبب في هجر المستخدمين لمتاجر راديو شاك التقليدية ومن هنا كانت بداية دخول النفق المظلم، ومع عدم قدرتهم على مجاراة فكرة المبيعات عبر الإنترنت لم يكن أمامهم حل أخرى سوى إعلان الإفلاس لينتهوا مثلما انتهى غيرهم بكل بساطة.

 

8- أتاري ولعنة الزمن

كانت شركة أتاري من أهم رواد شركات الألعاب والتقنية في العالم، منتجاتهم المبتكرة كانت طفرة في تاريخ الألعاب وساعدت في تحديد صناعة الترفيه الإلكترونية في السبعينيات محققة مبيعات وصلت إلى أكثر من 415 مليون دولار، ومع صدور مشغل الألعاب أتاري 2600 الذي كان اللعنة للشركة بسبب مشاكله البرمجية العديدة في التحكم مما فتح الباب أمام المنافسين، وحاولت أتاري تدارك الأمر بمشغل الألعاب أتاري 5200 الذي قضى تماماً على ما تبقى من الشركة بسبب كوارثه البرمجية وسعره المرتفع مما مهد الطريق لسوني ونينتندو ومايكروسوفت لطرد أتاري من المنافسة والقضاء على ما تبقى من سمعتها أمام المستخدمين.

قال مطور أتاري السابق هوارد سكوت ورشو في مقابلة: “تحت قيادة الرئيس التنفيذي راي كاسار، خضعت أتاري للتحول من كونها شركة مبتكرة تقنياً إلى شركة تركز على الألعاب المرخصة ومقاضاة المنافسين فلم يكن من الغريب أن ينتهوا سريعًا”. فى الختام: من لا يتطور يندثر، هناك شركات عديدة فشلت بسهولة رغم وصولها إلى قمة النجاح الممكن لأي شركة، ولكن ظلت معضلة تطوير الأفكار هو العمل الأصعب، وأنه من السهل جداً أن تصل إلى النجاح ولكن الحفاظ عليه يحتاج مجهود أكبر وتركيز متواصل على تغيرات السوق والمنافسين.